Friday 18 October 2013

الكنعانيون




ترى من هم الكنعانيين ؟

ترى ما هو أصل الكنعانيين ؟

تسمى فلسطين بأرض كنعان , فيا ترى من هو أيضا كنعان هذا ؟ 


ذكر المؤرخ العربي أبو جرير الطبري المتوفى عام 310ه‍: 922م. الكنعانيين في تاريخه أنهم من العرب البائدة، وأنهم يرجعون بأنسابهم إلى العمالقة. وأخذ عنه ابن خلدون وغيره من المؤرخين

قال الطبري : عمليق أبو العماليق. كلهم أمم تفرقت في البلاد، وكان أهل المشرق وأهل عُمان وأهل الحجاز وأهل الشام وأهل مصر منهم؛ ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون، ومنهم كانت الفراعنى بمصر). وقال أيضاً: (والعماليق قوم عرب لسانهم الذي جبلوا عليه لسان عربي). و ( ان عمليق أول من تكلم العربية)… فعاد وثمود والعماليق وأُميم وجاسم وجديس وطسم هم العرب

وقال ابن خلدون عن الكنعانيين: (وأما الكنعانيون الذين ذكر الطبري انهم من العمالقة، كانوا قد انتشروا ببلاد الشام وملكوها). وقال أيضاً: (أول ملك كان للعرب في الشام فيما علمناه للعمالقة). وقال أيضاً: وكانت طَسْم والعماليق وأُميم وجاسم يتكلمون بالعربية

وقال ابن خلدون: أول ملك كان في فلسطين -في فجر التاريخ- كان للعرب 

وقال ((وفلسطين كسائر البقاع المجاورة لها خضعت لاحتلالات من قبل شعوب طارئة ومحاربة,مكثت على أرض فلسطين فترات زمنية:قصرت أم طالت...غير أنها كانت دائما طارئة..وظلت فلسطين خلالها موسومة بالسمة العربية منذ الموجة المعروفة باسم ((الأمورية-الكنعانية)) التي تعاظم أمرها قبل عام 2500 ق.م حيث نزل الأموريون داخل بلاد الشام وجنوبها الشرقي  شرق الأردن

(واستوطن الكنعانيون ساحلها وجنوبها الغربي( فلسطين.

يرجح العديد من العلماء بأن الإنسان الأول مشى على الأرض منذ قيم زمن . أما غالبية الباحثين فيثبتون بأن الحضارات الانسانية قد بدأت منذ ما يقارب من خمسة إلى سبعة ألاف عام قبل ميلاد

عند بدء الحضارة كانت قبائل البدو الذين صنعوا الخيام، وحاكوا الأقمشة من صوف الحيوانات الدجنة، ربّوا القطعان، الأحصنة والجِمال لتمدهم بالطعام والحليب، ولتساعدهم في التنقل، يسكنون الصحراء العربية. هناك، وتحت الشمس الدافئة راقب العرب الطبيعة، طوَّروا الحسابات الفلكية، كانوا شعراء بارعين، ومنذ البدء عرف عنهم حبهم للسفر وللمعرفة.

مع مطلع العصر البرونزي أي فيما يُقارب من العام 3500 قبل الميلاد، هاجرت عِدة قبائِل، عُرفت بالكِنعانية، من الصحراء العربية لِما يُعرف الآن بالشرق الأوسط.

كلمة «كنعانيّ» هي صيغة النسب إلى «كنعان»، وهي كلمة تعني «الصبغ القرمزي» وهو الصبغ الذي كان الكنعانيون يصنعونه ويتاجرون فيه.  تبعاً لجدول أنساب سفر التكوين، فإن الكنعانيين هم نسل كنعان بن حام بن نوح. وقد صُنِّفوا في العهد القديم باعتبارهم من الحاميين مع أنهم من الساميين ولغتهم سامية، وذلك ربما لتبرير الحروب التي نشبت بينهم وبين العبرانيين.

لكن الكنعانيين، في الواقع، قبائل سامية نزحت منذ زمن بعيد من صحراء شبه الجزيرة العربية أو الصحراء السورية وهم ثاني جماعة سامية (بعد العموريين) لعبت دوراً مهماً في تاريخ سوريا وأرض كنعان

كانت القبائل الكنعانية قد أكملت رحلتها جنوباً واستقرت في الأرض التي سميت بإسمهم ‘أرض كنعان‘. تلك كانت المنطقة الممتدة ما بين فينيقيا وأرض الفراعنة، وبمحاذاة
الساحل الشرقي للبحر المتوسط.



وقد استخدمت لفظة «كنعان» تُطلَق على جميع سكان البلاد دون أي مدلول عرْقي، بل كانت تتسع أحياناً لتصبح مرادفة لكلمة «فينيقي» وهو استخدام يوافق عليه كثير من المؤرخين.ويرتبط تاريخ الكنعانيين إلى حدٍّ كبير بالتاريخ المصري. ففي الأسرة الثانية عـشرة (2000 ـ 1786 ق.م)، ضمت مصر أرض كنعان، فعمها الرخاء عن طريق الاتجار مع وادي النيل.

مع بداية عصر التأريخ، كان وادي النيل الغابر مقسماً إلى مصر العليا ومصر السفلى. رمز إحدى تلك الضفاف كان نِسرٌ بينما كان رمز الأخرى هو الثعبان، ثم جاء الفرعون مينيس عام 3700 قبل الميلاد ووحّدهما.

وقد غزا الحوريون وهم من أبرز شعوب الشرق القديم ويشكل تاريخهم صفحات أساسية من تاريخ ( سورية ) القديم أرض كنعان في أواسط القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وجمعوا أعداداً كبيرة من المرتزقة الكنعانيين إلى جانب العبرانيين. وهذه الجماعة هي التي يُطلَق عليها اسم «الهكسوس» الذين احتلوا مصر إلى أن طردهم أحمس عام 1570 ق.م، ثم قام تحتمس الثالث (1500 ـ 1450 ق.م) بضم أرض كنعان. وبدخول الكنعانيين في فلك الحكم المصري (في الأسرة الثامنة عشرة)، نعمت كنعان مرة أخرى بالهدوء والاستقرار بسبب تدفق التجارة. ولكن مع ضعف الدولة المركزية في مصر في عصر إخناتون، وفشلها في تزويد حاكم كنعان بالمعونات التي طلبها، تمكن الخابيرو من التسلل إليها. ومع قيام الأسرة التاسعة عشرة (1320 ـ 1200 ق.م) عادت كنعان إلى الهيمنة المصرية مرة أخرى. وفي هذه الفترة بدأ التسلل العبراني في كنعان (1250 ـ 1200 ق.م)، فاختلط العبرانيون بسكانها من الكنعانيين وغيرهم، واستوعَبوا حضارتهم واستُوعبوا فيها.

وكان الكنعانيون ينتظمون في جماعات صغيرة على رأس كل منها ملك يعيش في مدينة محصنة تُعَدُّ المدينة الأم وقد كانت المدن في نزاع مستمر فيما بينها ولا تزال معظم المدن في فلسطين تحمل أسماء كنعانية واضحة، مثل: أريحا وبيسان ومجدو.

كان الكنعانيون الذين سكنوا الأرض وعاشوا فيها حينئذٍ، يشبهون إلى حد كبير أهلها في يومنا هذا. كانت لديهم نفس الملامح العربية، عيون غزلان وبشرة أدفأتها الشمس. فاضت وجوه أطفالهم بالسعادة . كانوا أيضاً عاطفيون، مسالمون ومزارعون مخلصون إهتموا بأرضهم فأعطتهم أفضل أنواع الثمار والخضار، وتشير عديد الإثباتات بأن الكنعانيين قاموا بتصدير منتجاتهم الطبيعية إلى فينيقيا ومصر في تلك الفترة. المخطوطات الهيروغليفية المصرية القديمة وكذلك التماثيل الصغيرة التي اكتشفت وتعود لتلك الحقبة ذكرت ذلك، في حين لفظ إسم مدينة يبوس بـ ‘يابسي’ و ‘يابتي’.



وازدهرت عندهم أيضاً صناعة الأصباغ ولاسيما القرمز والأرجوان اللذين اقترنا باسمهم. وهم الذين اخترعوا السفن فازدهرت التجارة، واشتغلوا بزراعة الكروم والبن والمحاصيل الأساسية، مثل: القمح والعنب والزيتون.


وقد برع الكنعانيون في فن البناء وإنشاء القلاع والتحصينات، ربما بسبب انقسامهم إلى مدن/دول متصارعة، وقاموا بأعمال هندسية ضخمة لإيصال المياه إليها





وديانة الكنعانيين ديانة خصب تعددية سامية كان لها أعمق الأثر في التفكير الديني للعبرانيين بعد تغلغلهم في كنعان. . وأول ما يروع المرء في الدين الكنعاني أنه ذو مستوى أدنى كثيراً من دين أرض الرافدين، ويتبدَّى هذا بأجلى صورة في قسوة بعض طقوسه واهتمامه الغليظ بالعناصر الجنسية.وكان لكل مدينة آلهتها الخاصة.

إضافة لما قد سلف، يؤكد الباحثون بأن بقايا عديد المقابر التي تم اكتشافها، ويرجع تاريخ العديد منها للعام 4500 سنة قبل الميلاد، تثبت أن الكنعانيين في تلك الأيام الغابرة كانوا يعبدون الآلهة الفينيقية القديمة ‘عشتروت’ و’بعل’، آلهة الحب والبحر، و’داجون’ الاله القمح والخصوبة كما كانوا يعتقدون، وبأنهم كانوا يقدمون لتلك الآلهة الحيوانات كقرابين.






كان إيل رأس آلهة الكنعانيين.كان هذا الاسم اسماً سامياً عاماً معناه «إله»،. وقد ظل الإله الكنعاني شخصية بعيدة غامضة بعض الشيء،فهو يسكن بعيداً عن كنعان (عند منبع النهرين) ويقلّ ذكره في الأساطير عن ذكر الآلهة الأخرى، وزوجته هي الإلهة أشير المذكورة في التوراة.

وكان بعل أبرز الآلهة الكنعانية ومركز مجموعة أخرى من الآلهة. وكلمة «بعل» هي في الأصل اسم عام ومعناه «سيد»، ولهذا فقد أمكن إطلاقه على آلهة مختلفة. ولكن بعل الأكبر كان إله العاصفة والبرق والمطر والإعصار كالإله هدد لدى البابليين والآراميين.

والواقع أن بعل هو العنصر المذكر في مجموعة آلهة الدورة النباتية التي نجدها أيضاً في روايات دينية سامية أخرى. وترتبط به في هذه المجموعة إلهتان من آلهة الخصب هما عنت وعشتارت. وثانية هاتين الإلهتين ترد في التوراة باسم عشتارت (أو جمعاً بصيغة عشتاروت) وهي صنو عشتر في أرض الرافدين ولها نفس خصائصها تقريباً. وتجمع هاتان الإلهتان بين صفتي البكارة والأمومة رغم تعارض هاتين الصفتين في الظاهر. والصور التي تمثلها تبرز الملامح والرموز الجنسية. وعنت وعشتارت هما إلهتا الحرب في الوقت نفسه. وكثيراً ما يصورهما الأدب والفن قاسيتين، متعطشتين إلى الدماء، يسرُّهما تذبيح الرجال. ويتزوج بعل بإلهة الخصب عشتارت، فينتج عن تلك الزيجة الخضرة التي تكسو الأرض في الربيع. وهذا الزواج المقدَّس، الذي يتخذ صفة رفيعة، يصبح فيما بعد اتحاداً بين يهوه وشعبه.




وتكتمل مجموعة آلهة الخصوبة بالإله الشاب الذي يموت ثم ينهض من جديد كما يفعل النبات. وكان هذا الإله يُعبَد في جبل باسم «أدونيس»، وهو اسم مشتق من كلمة سامية معناها «سيد»، وقد كانت له نفس خصائص الإله البابلي تموز.


وقد عبـدوا الكنعانيين آلهة عـدة أخـذوها عـن المصريين أو البابليين






أقسام الآلهة عند الكنعانيين والمؤثرات الأخرى

كما هي الحضارات والشعوب القديمة، كان الكنعانيون يتشابهون مع السومريين في تقسيم الآلهة حسب دورها وآثارها .. لكن الكنعانيون كانوا يخشوا أكثر ما يخشون هو انحباس الأمطار، وما يتعلق بها من قلة واردات الحبوب، فكان المطر والماء والندى لها دلالات كبيرة غير التي هي اليوم، واكتسبت تلك العلاقة أهمية كبيرة في اعتقاداتهم. كما كان للعناصر الأربعة المكونة للحياة في اعتقاداتهم ( والتي أخذها الإغريق عن الكنعانيين) دور في تصور أرباب وآلهة لتلك العناصر (النار، التراب، الهواء، الماء). والدليل الذي يؤكد أخذ الإغريق عن الكنعانيين اعتقاداتهم وآلهتهم، هي المقابلة في ذلك العدد الهائل من أسماء الآلهة في الحضارتين الكنعانية والإغريقية، وكون الحضارة الكنعانية قد سبقت الحضارة الإغريقية بزمن طويل، فبات من المؤكد استعارة وتبني تلك الاعتقادات الكنعانية من قبل الإغريق، الذين تعرضوا لاجتياح كنعاني حربي، وتجاري. 




1 comment: