Thursday 28 November 2013

الفلسفة الرواقية

تاسست على يد العالم الشهير زينون حوالي 300ق.م ،وهو زينون الكيتيومي (335-264 ق م)، الذي كان قبرصيًّا، ثم جاء إلى أثينا، حيث تتلمذ على يد فيلسوف صلفي، حتى طفق يعلِّم تلاميذه في ظلِّ ممرٍّ مكشوف مسقوف بعقود على أعمدة (أو رواق)،
ما أسمى فلسفته بـ"الرواقية" أو "فلسفة الرواق". ثم تبعه كليانثوس (331-232 ق م)، الذي كتب نشيدًا إلى زيوس. ثم أتى بعد ذلك، وبشكل خاص، تلميذه كريسيبوس (280-204 ق م)، الذي وضع منظومة العقيدة والذي يمكن اعتباره بحق الأب الثاني للرواقية.



وقدر لمبادئ الفلسفة الرواقية أن تلعب دورا ذا شن في مسار الفكر السياسي وتطوره في فترات لاحقة ، ويذهب رواد المدرسة الرواقية إلى الاعتقاد بأن الغرض من الحياة هو تحقيق سعادة الفرد ومفهوم السعادة لديهم لايتمثل في اشباع الرغبات المطلقة كما يذهب غيرهم ، وإنما السعادة عندهم تتمثل في كبت الانفعالات 

الفلسفة الرِّوَاقِيَّة مذهب فلسفي ازدهر حوالي القرن الرابع قبل الميلاد واستمر حتى القرن الرابع الميلادي. بدأت في اليونان ثم امتد إلى روما. اعتقد الفلاسفة الرواقيون أن لكل الناس إدراكًا داخل أنفسهم، يربط كل واحد بكل الناس الآخرين وبالحق ـ الإله الذي يتحكم في العالم. أدى هذا الاعتقاد إلى قاعدة نظرية للكون، وهي فكرة أن الناس هم مواطنو العالم، وليسوا مواطني بلد واحد، أو منطقة معينة. قادت هذه النظرة أيضًا إلى الإيمان بقانون طبيعي يعلو على القانون المدني ويعطي معيارًا تقوَّم به قوانين الإنسان. ورأى الرواقيون أن الناس يحققون أعظم خير لأنفسهم، ويبلغون السعادة باتباع الحق، وبتحرير أنفسهم من الانفعالات، وبالتركيز فقط على أشياء بوسعهم السيطرة عليها.


أما أكابر الفلاسفة الرواقيين إبان القرنين الأول والثاني الميلاديين (أي ما يُعرَف بالرواقية الجديدة) فقد كانوا لاتينيين، أهمهم سينيكا وإبكتيتوس والإمبراطور ماركوس أوريليوس. وقد طوَّروا، بصفة خاصة، حكمة تقوم على الجهد والقيمة الأخلاقية للنية.


لأنه بحسب الشرع أو لِنَقُلْ المنطق الرواقي، فإن كلَّ معرفة إنما تنبع عن الحواس؛ لكن الذهن الفعَّال هو الذي يضع أولى معطيات هذا التوجُّه؛ حيث، مصادقًا على الإحساس، يتلمَّس وجود الشيء المحسوس؛ ومن ثم، عن طريق التلمُّس المتفهِّم، يشكِّل أفكارًا عامة، قبل أن يصل به الأمر إلى العلم الذي هو معرفة منهجية.

أما الفيزياء أو فلسفة الطبيعة عندهم فقد تميَّزتْ بالحلولية الطبيعية؛ حيث يشكل العالم والألوهة وجهان لواقع واحد. ويخضع العالم المادي لسلطة عقل قائم كلِّي (هو الله)؛ وتحرِّكه حياة كونية خاضعة لصيرورة وقدر إلهيين يجب على الإنسان – الذي ما هو إلا جزيء من هذا الكون – أن يخضع له.

ونصل هنا إلى مفهوم الحكيم الرواقي الذي يعيش في تناغم مع عقله، أي مع الطبيعة، بحيث يجد راحة نفسه (أو الـ"أتاراكسيا" ataraxia وفق المصطلح اليوناني) عبر الابتعاد عن كلِّ ما يكدِّره، وخاصة عبر الابتعاد عن الأهواء، التي كان الرواقيون يتعاملون معها كنوازع غير طبيعية، إن لم نقل كعلل نفسية. من هنا تأتي الفضيلة – المستندة استنادًا أساسيًّا على انعدام الأهواء أو الـ"أباثيا" apathia – وما تستدعيه من تحكم بالإرادة وبالمحاكمة الداخلية من أجل قبول القدر والترفُّع المتسامي عن الأشياء وسفالات البشر، الأمر الذي كان يؤكد عليه بقوة الرواقيون الرومان.

لقد كان للحكمة الرواقية أثرها الكبير جدًّا على مرِّ القرون: فالموضوعات المنبثقة من الرواقية قد ألهمت، إضافة إلى العديد من الكتَّاب الكبار، كمونتين وكورنيي وألفريد دُهْ فينيي وميترلينك، العديد من الفلاسفة، كديكارت وكانط. ونسجل أخيرًا أنه كان للأخلاق الرواقية أثرها الكبير على الأخلاق المسيحية، بشكل دفع هذه الأخيرة أحيانًا باتجاه التشدد، وخاصة حين يتعلَّق الأمر بقضايا الجنس.


1 comment:

  1. المشكلة الحقيقة التي تواجه عصرنا الحديث [ان الاغلبية الساحقه لم يعودوا يهتمون لاي مفهوم او عبره او مغزى لحقائئق الاشياء وتميزيها بين الخير والشر بنسبيه فطريه وحياتيه بما يتناسب ويتوافق بما يفعله الاخرون من ابناء الاسره الى اصحاب الدراسة الى اولاءك البشر الذين يلتقونهم في الاسواق او الذين يتحدثون معهم على بالكروبات العشوائيه غير مدركين الحقيقه لوجودهم او لفلسفات ما قبلهم من البشر وهنذا وبكل تأكيد يؤكد لنا بان الدين وفلسفه المتفزيق ما هي الا لعبه انتظار كل شعب وكل عرق وكل دوله وكل فرد على حد سواء وهذه هي الطامه التي تسبق الطامه الكبرى , اسأل الله السلامه لنفسي ولكل من امن بالله يوم لا ينفع لا مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم

    ReplyDelete