Thursday 7 November 2013

قصة الطوفان السومرية

"السومريون شعب سكنوا وعاشوا  في بلاد ما بين النهرين في الألف الرابع قبل الميلاد، وهنالك اعتقاد من العلماء أن هذا الشعب قدم إلى هذه البلاد من مرتفعات فارس أو المنطقة الواقعة
وراء الخليج العربي ولدى التنقيب في خرائب مدينة (نفر) السومرية عام 1914م عثر العالم آرنو بوبل على مجموعة ألواح واثار تعود للألف الثالث قبل الميلاد، دوِّن عليها نص عن الطوفان يتشابه مع رواية التوراة  كان الناس يظنون  حتى أواخر القرن الماضي أن التوراة هي  اقدم مصدر لقصة الطوفان ، فترك ذلك الاكتشاف صدى واسعاً في الأوساط العلمية، والنص فيه تشوه، ولكن المقروء منه
ملخص قصة طوفان حسب الرواية السومرية تتحدث عن ملك يسمى (زيوسودا)كان يوصف بالتقوى ويخشى من الآلهة، ويلتزم  على خدمتهم في تواضع وخشوع،، وبعد قررت  الآلهة  إفناء البشر بالطوفان، وبعض الآلهة كان معارضاً لهذا القرار، وأحدهم أخذ على  مهمة إنقاذ بذرة الحياة على الأرض فكانت الالهة تتصل مع الملك المنقذ من وراء حجاب فيخبره بقرار الإفناء،إرسال الطوفان الذي صاحبه العواصف والرعد والبرق والاعاصير  والأمطار التي استمرت سبعة أيام وسبع ليال يكتسح هذا الفيضان الأرض، حيث يوصف (زيوسودا) بأنه الشخص الذي حافظ على الجنس البشري من خلال بناء السفينة ...
وهذا نص القصة
                                              خمسة مدن وثمانية ملوك حكموا , وتكاثر ذوي ألرؤوس السود , وحدث ذات يوم أن ألبستاني < شوكلي تودا> اراد زراعة أرضه , وكان ألماء يجري في ألسواقي فأراد حفر نهر له ، حيث كان يتعثر في جذورها فتجرحه . إن رياح العاصفه وتراب ألجبال كانت تلطم وجهه ، وفي وجهه ويديه كانت ألعاصفه تدور ، لقد خربت العاصفه أرضه فرفع بصره ُ صوبَ ألأقاليم ألسفلى , وتطَلعَ ألى نجوم الشرق , ورفع بصره ُ صوب ألجهات العليا وتطلع ألى ألنجوم ألتي في ألغرب , وراقب ألطوالع السعيدة المرقومة في صفحة ألسماء , وعرف من ألسماء ألمرقومة تنفيذ نواميس ألالهه ، رأى شوكليتودا , أن طالعاً سيئاً سيصيب ألأرض , وإن ألنجوم وهي بيوت ألالهه توحي بأراده إلهيه قاسيه , وتقول بغضب إلهي ستصعق ألبشر على الأرض ..لقد درس إرادات ألآلهه في مساكنها في ألنجوم .. وفي ألبستان وفي خمسة وعشرة مواضع منيعه غرس في تلك ألمواضع شجرة لتكون غطاءاً واقياً من ألعواصف .عن تلك ألشجرة ألواقيه , شجرة < سربيتو> ذات ألظل ألعريض , إن ظلها ألذي تنشرهُ تحتها لايزول ، لافي ألفجر ولا في ألظهيره ولا في ألغسق .وذات يوم مـرّت ملكة ألسماء < إينانا > وعبرت ألأرض ، إنانا بعد ان عبرت ألسماء وعبرت ألأرض, وبعد ان قطعت بلاد إيلام وبلاد شوبر، إقتربت ألأنثى ألمقدسه , إينانا ، من بلاد شوكليتودا ، وكانت تعبة ٌ فوجدت في بستانه ملاذاً للراحه ، فنزلت في ألبستان ، وأراحت جسدها تحت ظل ألشجره ، شجرة سربيتو ، ولكنها غطـّت في نومٍ عميق , ورف ّ على عيونها ملاك ألنوم ، غابت ألإلهه في نوم ٍ عميق ولم تشعر بشيء . وحيناطلّ شوكليتودا من كوخهِ ونظر ألى شجرتهِ رأى تحتها ألأنثى ألبالغة ألأنوثه , رأى تحتها السيدة ألسماويه المستلقيه وقد إنكشف جسدها ، رأى سُرّتها كالكوكب ، رأى بطنها ألمشتهاة ، فحّن لهذه ألأنثى , حنّ شوكلي وإشتاق لمضاجعتها ، فأزاح عنها رداءها ألخز ، وضاجعها تحت شجرة ألسربيتو ، ولم تشعر الإلهه من شدة تعبها ، فعاد شوكلي تودا ألى طرف ألبستان , وحين طلع ألفجر وأشرق ألأله < أوتو> بنوره الساطع ، لسع نوره خلخال إينانا ، أفاقت فزعه ونظرت الى نفسها ، نظرت ألى جسدها ، عن جسدها ألمقدس قد أُنتُهـِك ، إينانا من أجل ذلك قررت أن تملأ جميع ألأنهار بالدم ، وبكلمةٍ منها إمتلأت ألآبار وألجداول وألأحراش وألبساتين دماً . لقد صار ألعبيد حين يذهبون للأحتطاب ، لايشربون بغير ألدم ، والأماء إذا جئن َ للتزود بالماء لايملئن جرارهن بلا دم . لقد قالت إينانا لأجِـِدنَ مـَن ضاجعني , سأبحث عنه في جميع ألبلاد ، وبحثت عنه لكنها لم تجد ألذي ضاجعها ، لأن شوكليتودا ألشاب قد فـرّ َ ألى بيت أبيه وأخوته ، وأستمر غضب إينانا حتى قررت أن تنزل بالبشر عقاباً اشدُ وأقسى ، فسلـّطت ْ على ألبلاد وباءاً عظيماً إنتزع ألحياة من بشر ٍ كثيرين ، وماتت ألغِلة ُ وألماشية ُ ، وراقبت ألإلهة ُ إينانا كل مـَن مات َ ، رأتهُ كيف يسقط من غضبها ، ولكنها لم تجد ألذي ضاجعها ، ومَر ّ َ زمن طويل مات فيهِ بشرٌ كثيرون بسبب لعنات إينانا , لعنة ُ ألدم ، ولعنة ُ ألعاصفه ، ولعنة ُ ألوباء ، ولم تشفِ إينانا غليلها , فعقدت ألعزم على ألذهاب ألى < أوريدو> حيث يقيم ألأله ألحكيم < آنكي > هناك لتشكو له ُ ما حل ّ بها ، ولتشرح لهُ أمراً اقلقها ، فرحلت ورأت آنكي هناك فقالت له : لقد عاث َ بشرُك َ في ألأرض ِ فساداً ووصلت بأحدهم أن ضاجعني عندما كنتُ نائمةً متعبه ، في بستانهِ تحت شجرة ألتوت ، فلعل آنكي ألعظيم يتدبر ألأمر لي ويسعى لانتقامي ، لعله يرمي ألبشر بعقابٍ أقسى مما حكمتُ عليهم .فأطرقَ آنكي ، اطرق َ ألحكيم ، وقال لإينانا :لقد وصل ألأمر ألى مرحلةٍ خطيرةٍ ، فالأنسانُ ألذي خُلـِقَ لخدمة ألآلهةِ ولرفع ألعناءِ عنهم ، خُلِقَ عبداً لهم ، تمادى في أمرهِ ، فبعد أن وفرت له ألآلهةُ كل شيء .. النواميس وألزرع وألماشيةِ وألعمران ، وبعد ان أنزلت ألملوكيه من ألسماء ليحكم بها باسمنا ، فأنه أليوم يطمع بأشياء اكبر ، إنه يريد ان يساوي نفسه بالآلهه . كيف يجرؤ ألخادم وهو من ألطين ان يفعل َ بالإلهةِ إينانا مافعل ، كيف , يجب ان نعرض ألأمر على  آلهــــة < ألآنوناكي > ليقرروا شيئاً ما .
فذهب آنكي وإينانا ألى مجمع ألآلهةِ وعرضوا ألأمر هناك ، فصُعـِق َ ألآلهة مما سمعوا وقال آنـو: إن هذا ألذي جرى هو أمرٌ فضيع , وكيف يجرؤ ألوضيع ألذي صنعناه من الطين على أن يفعل بربـّته هذه ألفعله ألسيئه ..وصاح ألآلهة ألمجنمعون عالياً :ليفنى ألبشر ,ليذهبوا ألى ألجحيم وقرر مجمعُ ألآلهةِ أن يفنى ألبشر من على ألأرض أن يمحوهم تماماً بطوفان عظيم يغطي وجه ألأرض كلها وكانت لعنة ألطوفان أمراً إلهياً لايُـرد , ولكن <نـِنتو> أم ألبشر بـَكـَت على مصير ألذي صنعتهُ بيديها .وذ ُهلت ْ إينانا بعدما عرفت وأدركت إن شكواها ستُهلِك جميع ألبشر ، ولم يدر بخلدها إن ألالهه ستقرر ذلكمرة واحده .اما آنكي فقد دُهـش لقرار ألآلهةِ ، ورأى أن مخلوقهُ سيفنى , فكيف سيعيش ألآلهةُ دون خادم , فقرر آنكي الخروج على إجماع ألآلهةِ وقرارها .لقد قرر آنكي إنقاذ ألأنسان { زيوسودرا } قرر آنكي إنقاذ البشرية , وفكـّر آنكي ملياً ، غنظر ألى ألأرض , وألى ألشعب المختار , الى ذوي ألرؤوسألسود ، الى سومر وجنتها ألخضراء ، ونظر ألى ألأرض حتى رأى البشر جميعاً ، وغختار من بينهم مَلـِكاًحكيماً ، إنهُ إختار < زيواسودرا > ألذي هو – باشيشو- يخدم ألآلهة وألمعبد , وكان يحكم مدينة < شيروباك>زيوسودرا رجل شروباك , وكان تقياً ورعاً وراعياً لمعبد ألآلهه , وألذي نثر ألقرابين الكثيره للآلهةِ ، كان يسجد ويركع بخشوع , لذا فقد قرر آنكي ان يكلمه توجه زيوسودرا ألى ألمعبد ذلك اليوم , وبعد أن قـدّم طقوس ألعبادة للآلهةِ ادركه ألتعب، فنام في ألمعبد , ورأى حُلماً لم يـرَ مثله من قبل لقد رأى آنكي يقفُ قرب الجدار ..وزيوسودرا يقف قرب الجدار , وسمع ألإله آنكي يناديه قف قُرب الجدار ألى يساري وأسمع , سأقول كلاماً فإتَـبِعـّه .. أعطني أُذناً صاغيةً , وإسمع وصاياي ..لقدقرر ألآلهة ُ إرسال طوفان عظيم ألى ألأرض يقضي على البشر .. حكَمَ مجمع ألالهه بذلك وإنهم لمُرسلون فيضاناً عظيماً يملأ ألأرض ,ليضعوا حداً لملكوت البشر ,فأصغِ ألي ّيا زيوسودرا إصنع سفينة ضخمة , وإحمل بذرة من كل ذي حياة حتى لاتفنى الحياة على ألأرض ، ويوم يأتي ألطوفان إقفل سفينتك عليك وامخر عبابه نهض زيوسودرا مذعوراً من نومه ، وأيقن أن حُلمـهُ هذا نذيرٌ شديد وإن عليه أن ينفذ مشيئة ألأله آنكي فقام يبني سفينته الضخمه ألتي لم يعرف سرّها احد وذات يوم هبّت العاصفه كلها دفعه واحده وإنفجر ألأله < ننورتا> غضباً في السماء ، وانداحت سيول الطوفانفوق وجه ألأرض ، وحتى ألآلهه إختبأوا مذعورين من هول الطوفان .ولسبعة أيام وسبعة ليالي غمر الماء وجه الأرض , ودفعت الريح العاتيه المركب فوق المياه العظيمه وكانت الأرض تنضح الماء , وكانت السفينة مثل حبة رمل في المحيط . كانت السفينة ٌ تحمل زيوسودرا والناس والماشيه وكل ذي حياة ، وكان الموجُ رهيباً , ولسبعة ايام إحتجبت الشمس واعتكف اوتو خلف خلف السماء السوداء ,ولم يظهر نانا ,وأوتو يرقب دفق المياه وغضبها التي أفنت الحياة على الأرض , واغرقت كل شئ ..أما النواميس التي كانت لآنكي فقد دفنها في< سپـار> وفي اليوم الثامن ظهر أوتو ناشراً ضوءهُ في السماء على الأرض ..وفتح زيوسودرا كـوّة ً في المركب الكبير تاركاً انوار اوتو البطل تدخل منه ، فخَـرّ َ زيوسودرا أمام اوتو ، ونحر ثوراً , وقدّم قرباناً من الغنم, خرّ امام آنو وأنليل ساجداً , ومثل إله وهبهُ حياةً ابديه , ومثل إله وهباه روحاً خالده , عند ذلك دُعيَ زيوسودرا الملك , حافظ بذرة الحياة , وفي ارض دلمون اسكناه ْ . أرض دلمون مكانٌ طاهر ارض دلمون مكاٌن نظيف                                                                                           ارض دلمون مكان مبهج ارض دلمون مكان مضئ في ارض دلمون لاينعقُ الغرابولاتصرخُ الحدأه صراخها المعروف حيث الأسد لايفترس احداً ولاالذئب ينقَضّ على الحَمَل ولا الكلب المتوحش على الجدي ولا الخنزيرالبري يلتهمُ الزرع والطيرُ في الأعالي لا ....... صغارها والحمامةُ لا ................... رأسها حيثُ لا احد يشكو رمـَد العين ولا احد يعرف صداع الرأس حيث ُ لايشتكي الرجل من الشيخوخه ولا تشتكي المرأةُ من العجز حيثُ لايوجدُ منشدٌ ينوح ولا لجــوّال ٍ يُعـــو ِل        




No comments:

Post a Comment